وفي تطور زراعي كبير، شهد إنتاج البطاطس في باكستان طفرة ملحوظة، حيث وصل إلى 7.937 مليون طن في السنة المالية 22 من 5.873 مليون طن في السنة المالية 21. وتعزى هذه الزيادة المذهلة البالغة 35 في المائة إلى القدرة المحظوظة التي تتمتع بها ولاية البنجاب، مركز البطاطس في البلاد، في مواجهة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت المنطقة.
خلال جلسة بحثية عقدت مؤخرًا في أمانة غرفة التجارة والصناعة الباكستانية الصينية المشتركة (PCJCCI)، أكد الرئيس معظم غوركي على إمكانية أن تصبح باكستان مصدرًا رائدًا للبطاطس. وعلى الرغم من اكتفائها الذاتي في إنتاج البطاطس، تستورد باكستان سنويا كمية كبيرة تبلغ 20,000 ألف طن من بذور البطاطس، وهي ممارسة يرى السيد غوركي أنها تحتاج إلى إعادة النظر.
وتتمثل إحدى التوصيات الرئيسية التي قدمها السيد غوركي في تعزيز المعروض من بذور البطاطس المحلية، وهي خطوة لا تقلل من استنزاف احتياطيات النقد الأجنبي الثمينة فحسب، بل تزيد أيضًا من دخل المزارعين. وفي الوقت الحالي، يُعزى جزء كبير، حوالي 35-40 في المائة، من تكلفة إنتاج البطاطس إلى البذور المستوردة. ولمعالجة هذه القضية، يدعو إلى إنشاء مختبر واسع النطاق لزراعة الأنسجة داخل البلاد، بهدف إنتاج بذور عالية الجودة وبأسعار معقولة، وبالتالي تقليل اعتماد باكستان على واردات البذور الأجنبية.
علاوة على ذلك، فإن هذه الزيادة في إنتاج البطاطس تفتح إمكانيات مثيرة للقطاع الزراعي في باكستان. وإذا تمكنت باكستان بنجاح من زيادة إنتاج البطاطس المحلية عالية الجودة، فسوف يكون بوسعها الاستفادة من فرص التصدير، وخاصة في منطقة الخليج، حيث يوجد طلب ثابت على المنتجات الزراعية.
وأشار النائب الأول لرئيس PCJCCI، فانغ يولونغ، إلى أن الشركات الباكستانية والصينية تستكشف بنشاط فرص التعاون في قطاع البطاطس. وبعيداً عن إنتاج البذور، هناك اهتمام من جانب المستثمرين الصينيين بالمنتجات الثانوية للبطاطس والفرص المتاحة في مجال الحصاد الآلي ومكافحة الآفات. تُعرف أصناف البطاطس الصينية بمقاومتها للآفات والأمراض، إلى جانب ارتفاع إنتاجيتها، مما يوفر رؤى قيمة لباكستان لتعزيز الأصول الوراثية للبطاطس الخاصة بها.
ولتحقيق هذه الإمكانات بشكل كامل، أكد نائب رئيس PCJCCI، حمزة خالد، على الحاجة إلى ضمان الإنتاج المحلي للبذور عالية الجودة، إلى جانب التقدم في تكنولوجيا الزراعة والميكنة. ولن تؤدي هذه الخطوات إلى زيادة الاكتفاء الذاتي فحسب، بل ستضع باكستان أيضًا كقوة مصدرة للبطاطس، لا سيما إلى البلدان ذات موارد الأراضي المحدودة أو إنتاج البطاطس المنخفض.
وفي الختام، فإن الزيادة الملحوظة في إنتاج البطاطس في باكستان هي شهادة على مرونة وإمكانات قطاعها الزراعي. ومن خلال التركيز على الاكتفاء الذاتي في إنتاج البذور، وتبني التقنيات المتقدمة، واستكشاف سبل التصدير، فإن باكستان تقف على أهبة الاستعداد لتحقيق بصمة مهمة في سوق البطاطس العالمية، مما يعود بالنفع على اقتصادها ومزارعيها على حد سواء.
وفي الختام، فإن الزيادة الملحوظة في باكستان في إنتاج البطاطس هي مؤشر واضح على إمكانات ومرونة قطاعها الزراعي. ومن خلال الاستثمار في إنتاج بذور البطاطس عالية الجودة، وتبني التقنيات الزراعية الحديثة، واستكشاف فرص التصدير، تتمتع باكستان بفرصة فريدة لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق البطاطس العالمية. وهذا الإنتاج المتزايد لديه القدرة على خلق فرص عديدة للمزارعين الباكستانيين، بما في ذلك زيادة الدخل، وتحسين الوصول إلى الأسواق، وزيادة الأمن الغذائي.
وسيعتمد نجاح هذا الإنتاج المتزايد على التطوير المستمر لإنتاج بذور البطاطس واعتماد تقنيات الزراعة الحديثة. وقد التزمت الحكومة بزيادة الإنتاج واستثمرت بالفعل في تطوير أصناف جديدة من البذور وإدخال تقنيات زراعية متقدمة. وهذا أمر ضروري لضمان أن تكون جودة المنتجات على أعلى مستوى وأن البطاطس يمكن بيعها في السوق الدولية.
ومن أجل الاستفادة من هذه الفرصة الجديدة، يتعين على باكستان أيضاً أن تركز على تطوير سوق تصدير فعالة. وقد اتخذت الحكومة بالفعل خطوات لفتح أسواق جديدة لصادراتها من البطاطس، بما في ذلك إطلاق خطة لتصدير البطاطس. وهذا من شأنه أن يساعد على ضمان قدرة المزارعين الباكستانيين على الوصول إلى مجموعة واسعة من الأسواق، مما يسمح لهم بزيادة أرباحهم إلى الحد الأقصى وتقديم مساهمة كبيرة في اقتصاد البلاد.
وأخيرا، يتعين على باكستان أن تركز على خلق بيئة حيث يتمكن المزارعون من الوصول إلى التكنولوجيا والموارد اللازمة لتعظيم إنتاجهم وضمان جودة منتجاتهم. ويشمل ذلك توفير الائتمان، والوصول إلى الأسواق، ودعم اعتماد التكنولوجيات الجديدة. ومن خلال توفير هذه الموارد وضمان حصول المزارعين على المهارات والتدريب اللازمين، تستطيع الحكومة أن تساعد القطاع الزراعي في باكستان على تحقيق إمكاناته الكاملة.
وباختصار، فإن الزيادة الكبيرة في إنتاج البطاطس في باكستان هي شهادة على مرونة وإمكانات قطاعها الزراعي. ومن خلال الاستثمار في إنتاج البذور، واعتماد التقنيات المتقدمة، واستكشاف سبل التصدير، تتمتع البلاد بفرصة فريدة لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق البطاطس العالمية وتفيد مزارعيها واقتصادها على حدٍ سواء.