في خطوة مهمة لتحويل المشهد الزراعي وتحفيز النمو الاقتصادي، كشفت الحكومة الفيدرالية النيجيرية عن خطة استراتيجية وطنية شاملة مدتها خمس سنوات تهدف إلى تعزيز إنتاج البطاطس في جميع أنحاء البلاد. ومن المقرر تنفيذ الخطة، المعروفة باسم الاستراتيجية الوطنية للبطاطس، في الفترة من 2023 إلى 2028، بهدف إحداث ثورة في صناعة البطاطس النيجيرية وجعلها لاعبًا رئيسيًا في سلسلة القيمة الزراعية في البلاد.
تم الإطلاق الرسمي لهذه الخطة الإستراتيجية في جوس بولاية بلاتو، حيث اجتمع كبار المسؤولين الحكوميين وأصحاب المصلحة من مختلف القطاعات والخبراء الزراعيين ليشهدوا هذا الإنجاز. ونقل السيناتور أبو بكر كياري، وزير الزراعة والأمن الغذائي، التزام الحكومة بالاستفادة من إنتاج البطاطس كمحفز للنمو الاقتصادي. وفي حديثه في هذا الحدث، أكد على الفوائد المتعددة الأوجه التي ستجلبها الخطة لنيجيريا.
وأشار الوزير كياري إلى أن الخطة الإستراتيجية لا تهدف فقط إلى زيادة إنتاج البطاطس ولكن أيضًا إلى خلق فرص عمل وتحسين سبل العيش للشباب والنساء في البلاد. وتتماشى هذه الخطوة مع الجهود الأوسع التي تبذلها الحكومة لتسخير إمكانات الزراعة كوسيلة لمعالجة البطالة وتعزيز التنمية الشاملة.
ومن خلال تسليط الضوء على الإمكانات التجارية لزراعة البطاطس في 12 ولاية عبر نيجيريا، تصور الوزير كياري مستقبلًا يصبح فيه قطاع البطاطس في البلاد قطاعًا فرعيًا قابلاً للاستمرار تجاريًا ضمن سلاسل القيمة الزراعية الأوسع. وشدد على أهمية الأمن الغذائي والتغذوي المستدام مع وضع البطاطس النيجيرية أيضًا كمنتج تصديري مهم. وتتوافق هذه الرؤية مع طموح الحكومة لتنويع اقتصادها وتعزيز حضورها في السوق الزراعية العالمية.
وشدد الوزير على التزام الحكومة بمواجهة التحديات في القطاع الزراعي. ويجري الآن اتخاذ التدابير اللازمة لتسهيل الإنتاج الضخم، والمعالجة، وإضافة القيمة، وتطوير المنتجات، وهو ما سيكون بمثابة الأساس لدفع النمو الصناعي في نيجيريا. وأشار كذلك إلى أن هذه المبادرة تتماشى مع التوجيهات الأخيرة للرئيس بتكثيف إنتاج المحاصيل، ووضع إنتاج البطاطس كمجال ذي أولوية.
وأعرب كاليب موتفانج، حاكم ولاية بلاتو، عن امتنانه للحكومة الفيدرالية لالتزامها بتعزيز إنتاج الغذاء. ومن المتوقع أن تلعب ولاية بلاتو، المعروفة بإنتاجها القوي من البطاطس، دوراً هاماً في التنفيذ الناجح للخطة الاستراتيجية الوطنية للبطاطس. وتعهد المحافظ بتقديم الدعم الكامل من إدارته لضمان نجاح الخطة، مؤكدا على أهمية التعاون لتجميع الموارد وتحقيق الأهداف المشتركة.
حظي الإطلاق الرسمي للخطة الاستراتيجية الوطنية الخمسية للبطاطس باهتمام كبير من أصحاب المصلحة في القطاع الزراعي في نيجيريا، بما في ذلك المنتدى الوطني لأصحاب المصلحة المتعددين في مجال البطاطس، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، والمجلس الوطني للبذور الزراعية، ومسؤولي المعهد الوطني لبحوث المحاصيل الجذرية. ويؤكد وجودهم على الجهد الجماعي المطلوب لدفع هذه الأجندة التحويلية إلى الأمام.
وفي الختام، فإن خطة نيجيريا الاستراتيجية الوطنية الخمسية الطموحة لإنتاج البطاطس تحمل وعداً بالنمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وتحسين الأمن الغذائي. بفضل الرؤية الواضحة والتزام أصحاب المصلحة الرئيسيين، تتمتع صناعة البطاطس النيجيرية بالقدرة على أن تصبح قادرة على المنافسة عالميًا، مع الاستفادة من نقاط القوة الكامنة في البلاد في مجال الإنتاج. تمثل هذه المبادرة خطوة حاسمة نحو تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والازدهار الاقتصادي لنيجيريا.