تلقي دراسة حديثة نشرت في مجلة أبحاث البطاطس الضوء على آثار تغير المناخ على زراعة البطاطس في كوريا الجنوبية. تعاون باحثون من مركز لايبنيز لأبحاث المناظر الطبيعية الزراعية (ZALF) وجامعة براندنبورغ للتكنولوجيا كوتبوس في هذه الدراسة لاستكشاف استجابات البطاطس الربيعية والصيفية للظروف المناخية المتغيرة في المنطقة.
يسلط الدكتور يان أوك كيم، المؤلف الرئيسي للدراسة والعالم في ZALF، الضوء على النتائج التي تشير إلى إمكانات تأثير التسميد بثاني أكسيد الكربون في التخفيف من الآثار الضارة لارتفاع درجات الحرارة على البطاطس الربيعية. ومن خلال تعديل أوقات الزراعة، يمكن لهذا التأثير أن يعزز إنتاجية البطاطس الربيعية بنسبة تصل إلى 2%. ويشير تأثير تسميد ثاني أكسيد الكربون إلى الظاهرة التي تؤدي فيها مستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة في الغلاف الجوي إلى تعزيز كفاءة التمثيل الضوئي للنباتات، مما يؤدي إلى تسارع النمو وزيادة الإنتاجية.
تؤكد الدراسة على أهمية اعتماد أصناف البطاطس المقاومة للمناخ كاستجابة استراتيجية للتحديات المستقبلية. يوصي الباحثون بالزراعة المبكرة للبطاطس الربيعية في مناخات معتدلة التغير ويؤكدون على ضرورة تربية أصناف تتحمل الحرارة في سيناريوهات مناخية أكثر تطرفًا. بالنسبة للبطاطس الصيفية، يظهر تعزيز القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة كمجال تركيز رئيسي، بغض النظر عن التغيرات المناخية المتوقعة.
ويؤكد الدكتور كيم على أهمية هذه النتائج في صياغة ممارسات زراعية مستدامة وضمان الأمن الغذائي على المدى الطويل في المنطقة. وتوضح الدراسة كيف يمكن لمجموعة من النماذج الزراعية والمناخية أن تساعد في وضع استراتيجيات تكيف إقليمية فعالة لمعالجة أنماط المناخ المتطورة.
للمضي قدمًا، يخطط فريق البحث للتعمق في تأثير زيادة الظواهر الجوية المتطرفة، والتي لم يتم تناولها في الدراسة الحالية. ومن خلال اكتساب نظرة ثاقبة للتحديات التي تفرضها الظواهر الجوية المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ، يهدف الباحثون إلى توفير استراتيجيات تكيف أكثر تفصيلاً وكفاءة لدعم المزارعين في التغلب على تعقيدات الظروف المناخية المتطورة.